بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبعد،
لما كان الدين هو السبيل والطريق إلى الله عز وجل، وكانت مهمة الأنبياء تبليغ الخلق دين الحق سبحانه وتعالى، ولما كانت أحوال العباد متغيرة بتغير الزمان والمكان، وكذلك عقول الخلق متطورة، فكان كل نبي يبعث لقومه خاصة كما قال صلى الله عليه وسلم، وذلك بما يناسب عقولهم ويناسب ظروفهم، ولما بعث نبينا صلى الله عليه وسلم للناس كافة فكان لابد لرسالته أن تناسب كل زمان وكل مكان وكل عقل وكل إنسان، فجاءت رسالته صلى الله عليه وسلم بالأمور الكلية وترك ما يتفرع عنها وما يستجد من أمور لفهم العلماء والفقهاء، ولذلك نجد عندنا آيات كثيرة تدعو للعلم والفهم، وتحث على الرجوع إلى أهل الاختصاص، وتمدح الفقهاء، وبين النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عنه فضل المجتهدين عن علم، وفضل الاجتهاد لكن بعد أن يستجمع المجتهد آلات الاجتهاد.
ولكون أمر الإفتاء على درجة كبيرة من الخطورة لما فيه من التوقيع عن الله عز وجل، فالمفتي موقع عن الله عز وجل، فقد قامت دار الإفتاء المصرية بوضع الضوابط اللازم توافرها فيمن يتصدر لتلك المهمة الجسيمة، والله أسأل أن تنتفعوا بهذا الموضوع