أهمية الجنس وخطورته !
أهمية الجنس تدفعنا للحديث عنه حتى ننبه الناس إلى مواقع الخطر
والسقوط التي تواجههم ليتخلصوا منها، إن الفاصل بين العفة
والوقوع في الخطأ ثم السقوط في الرذيلة يرتبط بمفتاح للرذيلة حيث
أن للرذائل صور مختلفة وبتقديم الإنسان قدمه خطوة نحوها تجره إلى
الهاوية، تماماً كما لو رسمنا خطاً مستقيماً ورسمنا من نقطة
بدايته خطاً مائلاً بزاوية أخرى فكلما إمتد الخط كلما زادت الهوة
بين الخطين واتسعت الفرجة، والميول الاتقوا اللهية من هذا القبيل، يمكن
تعديلها لمنع تمردها وطغيانها إذا استخدمت بالمعيار الصحيح وفي
المكان الملائم لتقود المجتمع إلى السعادة والكمال، وعلى العكس
لو تركت الغرائز بشكل طليق فإنها ستدفع المرء إلى الجرائم
والوحشية.
الرغبة الاتقوا اللهية والمراهقة
Sexual appetite and adolescence
إن من أقوى لذائذ النفس شدة عند الإنسان وبالخصوص الشباب هي
الرغبة الاتقوا اللهية، وهي التي تجعل معظم البشر يسقط أمامها راكعاً،
ولكن الدافع الإيماني هو الذي يحفظ ذاك الملتزم عن الإنزلاق في
البئر التي لا قعر لها، إذاً لو تمسك الإنسان بقوة الإيمان فإن
نفسه الأمارة ستكون منقادةً إلى العقل،
ما هي المشكلة الكبرى؟
إن المشكلة التي تقف أمام البشر هي التضاد الموجود بين الرغبات
الداخلية في الإنسان، فميوله المختلفة الموجودة في نفسه ليست على
وفاق فيما بينها، بل متناقضة , وإشباع إحداها بنحو غير محدود
ودون ظوابط يستلزم كبت رغبة أخرى، وهذا مما لاشك فيه يترك أثراً
سلبياً في سعـادة الإنسان.
شهوة الفرج
إن لهذه الشهوة طرفان:
1? إفراط بأن تقهر العقل فتصرف همة الرجل إلى التمتع بالنساء
فتحرمه عن سلوك طريق الآخرة، ولعلها كما هو الغالب تجر إلى
إقتحام الفواحش، وأعظم شهوة هي شهوة النساء فيجب الإحتراز منها
بترك النظر والفكر، وإلاّ إذا استحكم فإنه يعسر دفعه،
2? تفريط بأن يحجِّم عمل هذه الشهوة بالكبت الخارج عن الإعتدال
حتى تصل مرحلة خمود الشهوة وهو مذموم، وأما المحمود وهو حد
العفاف فهو أن تكون هذه الشهوة معتدلة، منقادة للعقل والشرع في
الإنبساط والإنقباض، ومهما أفرطت فكسرها يكون بالجوع والصوم
وبالتزويج،
والحكمة في إيجاد هذه الشهوة مع كثرة غوائلها وآفاتها بقـاء
النسـل ودوام الوجود، وأن يقيس بلذتها لذات الآخرة، فإن لذة
الوقاع لو دامت لكانت أقوى لذات الأجساد، كما أن ألم النار أعظم
آلام الجسد والترهيب والترغيب يسوقان الخلق إلى السعادة والثواب.
البلوغ والخصائص الاتقوا اللهية
لا تؤثر عوامل البلوغ المتغـيرة على الجسـم فحسب فبالإضافة إلى
عملها في تسريع نمو البدن فهي تؤثر على نفس المراهق وتبدل أفكاره
وأخلاقه وتبعث فيه ثورة نفسية عميقة الأثر، ولهذا نرى أن سلوك
وفكر وخلق البالغ حديثاً تتمايز كثيراً عن الطفل غير البالغ، فإن
للغدد الاتقوا اللهية وظائف أخرى غير دفع الإنسان لإتيان عمل من شأنه
حفظ الاتقوا الله فهي تزيد أيضاً من قوة النشاط الفسيولوجي والعقلي
والروحي، لأن للخصيتين والمبايض وظائف على أعظم جانب من الأهمية،
إنها تولد الخلايا الذكرية والأنثوية وهي في الوقت نفسه تفرز في
الدم مواد معينة تطبع الخصائص الذكرية أو الأنثوية المميزة على
أنسجتها وأخلاطنا وشعورنا وتعطي جميع وظائفنا صفاتها من الشدة،
فالخصية تولد الجرأة والقوة والوحشية، إذ أن للخصية أكثر من أي
غدة أخرى فلها تأثير عميق على قوة العقل وصفته، فكبار الشعراء
والفنانين والقديسين والغزاة يكونون عادةً أقوياء من الناحية
الجنسية، ويؤدي استئصال الغدة الاتقوا اللهية إلى حدوث بعض التغييرات في
الحالة العقلية، حيث تصبح النساء متبلدات الشعور بعد استئصال
المبيضين ويفقدن قسماً من نشاطهن العقلي وكذلك بالنسبة للرجل.
إذاً في باطن الإنسان هناك قوتان عظيمتان على قدرٍ كبيرٍ من
التأثير وهما: العقل والعواطف.
والمراد من الجانب النفسي والمعنوي للإنسان هو مجموع هاتين
القوتين، وهما تتأثران بالبلوغ إلى جانب التأثير الجسمي في النمو
والتكامل العضوي، وتسير معاً جنباً إلى جنب في طريق النضج مع
مائزٍ واحدٍ هو أن نمو العواطف يساير نمو الجسم في السرعة وتنضج
عواطف المراهق بشكلٍ سريعٍ وشديد بينما يطوي العقل تدريجياً
منازل كماله ومراحل نموه على هونٍ، ويبلغ نموه النهائي بعد مضي
سنواتٍ طوال.